هذه هي الحياة، تضم بين جنباتها المتناقضات، النور والظلام، النار والماء، الشتاء والصيف، الظل والحر. حتى الأكلات منها ماهو مرتفع السعرات الحرارية والآخر منخفض السعرات، وخلق الله الإنسان ووهبه نعمة العقل ليحسن التعامل مع كل أمور الحياة والاستفادة من الطبيعة بما تقدمه والتغلب على صعابها. ويمكن القول إن لكل فصل من فصول السنة نوعية الطعام التي تلائمه، فالطقس يؤثر في حياة الإنسان وصحته، بما فيها عملية التغذية والهضم. ومع قدوم موجة الحر هذا الصيف، يلفت الدكتور سمير سامي (دكتور تغذية) إلى أن السير في العراء “هو أحد أكثر الأسباب الشائعة للإصابة بضربة الشمس، والتي تحدث بشكل خاص في المناطق الحارة، ومع ارتفاع درجة الحرارة تزداد حالات الإرهاق والإجهاد والتعب لدى أي إنسان بصفة عامة، هذا إلى جانب زيادة نسبة التعرق ما يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكلوريد والتي تعرف بـ”الإلكتروليتايت”. ويشدد الدكتور سامي إلي ما هو أكثر أهمية: فزيادة فقدان هذه المكونات تؤدي إلى ارتفاع حرارة أنسجة الجسم الداخلية، فيكون الجسم عرضة للإجهاد والإرهاق نظراً لغياب التوافق بين عملية الانقباض والارتخاء التي يتحكم فيها وجود توازن في الجسم بين الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم ،لذلك فإن فقدان هذه المكونات يسبب مشاكل وأضراراً للجسم”. وتختلف احتياجات الجسم باختلاف فصول السنة حسب الدكتور سامي الذي يعدد تلك الاختلافات قائلاً: في الشتاء حيث انخفاض درجة الحرارة يكون الجسم بحاجة لأنواع خاصة من الأغذية كالسكريات والنشويات والمواد الدهنية والمشروبات الساخنة، أما في الصيف فيحتاج الجسم إلى الأطعمة التي تحتوي على قدر قليل من الطاقة كالأغذية التي تحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية والسكريات والمواد الدهنية، لأن تناولها في هذا الفصل قد يؤدي إلى السمنة المفرطة وزيادة السكر في الدم”. وينصح الدكتور سامي بتقليل استهلاك الوجبات الغذائية الدسمة أو الثقيلة والتي تحتوي معدلات عالية من الدهون والشحوم واللحوم الحمراء والصلصات الدسمة، مع تقليل استهلاك المواد السكرية والحلويات والشاى والقهوة والمشروبات الغازية، وأفضل وأحسن الوجبات الغذائية في الصيف هي الخيار والخس الطماطم والفلفل والنعناع الأخضر والنباتات الخضراء عموما، والفواكه الطازجة مثل البطيخ والأناناس والشمام والتفاح والجوافة وغيرها من فواكه الصيف، واللحوم البيضاء خالية الدهون والشحوم كالدواجن والأسماك. ? يتابع الدكتور سامي “ يجب الأكثار من استهلاك السوائل خصوصاً الماء الطبيعي الذي يفضل تناوله قبل وأثناء وبعد مزاولة الرياضة اليومية وتناول عصائر الفواكة الطازجة ?والسوائل الدافئة (شوربة الخضار) لتعويض الجسم بالطاقة المفقودة وإعادة الطاقة للجسم استعدادا للتدريب المقبل”. وللتخفيف من شدة حرارة أشعة الشمس ينصح الدكتور سامي بارتداء الملابس الخفيفة، ذات الألوان الفاتحة والتي تعكس الأشعة وتكون مصنوعة بقدر الإمكان من القطن، ?لامتصاص العرق ومساعدة الجسم على التنفس أثناء المجهود البدني ?والرياضي، وارتداء قبعة لحماية الرأس ويشدد أيضا على عدم مزاولة الرياضة في الشوارع”.
المصدر: أبوظبي