ثمة عادات وطقوس خاصة لا تتم إلا في الأعياد لتزيد من بهجتها وجمالها لدى الناس، ومن بين هذه الطقوس إعداد ربات البيوت للموائد الملأى بأصناف اللحوم المشوية والمقلية وغيرها، التي يأكل منها، بحكم العادة والتقليد أيضاً، الصغير والكبير والصحيح والمريض على حدّ سواء. في هذا السياق، يشير الدكتور سمير سامي، اختصاصي التغذية وعلاج السمنة في حوار أجرته معه «الاتحاد» إلى ضرورة الانتباه لنوعية وكمية المأكولات التي يتم تناولها خلال فترة العيد لا سيما من قبل المصابين بالأمراض، لافتاً إلى أن الإكثار من اللحوم يسبب أضراراً على الجسم خاصة لكبار السن ومرضى النقرس «داء الملوك» ومرضى الكلى اللذين يزيد لديهم حمض اليوريك، فضلاً عن تسببه بانتفاخ في القولون أو الإمساك أو الإسهال الشديدين. الاحتياج اليومي عن اللحوم الحمراء، يقول سامي إن الشائع والمعروف في علم تغذية الإنسان أن متوسط الاحتياج اليومي للشخص العادي من اللحم يتراوح من 4 إلى 6 أوقيات (150- 230 جراماً) وما يزيد من ذلك يحوّله الجسم إلى طاقه أو يخزّنه على هيئة دهون بعد التخلص مما به من مواد نيتروجينية على شكل يوريا أي عن طريق البول. لذلك ينصح الدكتور سامي، بالإقلال قدر المستطاع من تناول اللحوم فـي مثل هذه المناسبات خاصّة المقلية أو كثيرة الدهون، بحيث لا يحرم الشخص نفسه حرماناً كاملاً، ولا يسرف إسرافاً يضرّه، ناصحاً بضرورة تناول بعض البقدونس الأخضر مع اللحوم؛ وذلك لأنه مدر للبول ويساعد على التخلص من المواد النيتروجينية الزائدة الناتجة عن هضم وامتصاص البروتينات، وكذلك لأن محتوى البقدونس من الحمض الأميني المثيوني يساعد على تنشيط وزيادة إفراز العصارة الصفراوية ما يساعد على هضم الدهون. ويلفت الدكتور سامي إلى العادات الغذائية الشائعة خلال فترة عيد الأضحى، وعلى رأسها الإكثار من أكل اللحوم طوال أيام العيد، خاصة لحم الضأن، ورغم احتوائه على العديد من الفوائد إلا أنه لحم غنيّ بالكوليسترول، لذلك يجب تناوله بمصاحبة طبق السلطة الخضراء الغنية بزيت الزيتون. ويوضح أن لحم الضأن غني بالفيتامينات خاصة مجموعة «B»، فضلاً عن المعادن المتمثلة في الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم، ما يجعله مفيداً في حالة فقر الدم، وبما أنه غني بالسعرات الحرارية والكوليسترول، فيفضل عدم الإكثار منه، حيث إن قطعة لحم الضأن التي وزنها 80 جم تحتوي على 215 سعرة حرارية، وحوالي 20 جراماً من البروتين، و20 جراماً من الدهون. كما وينصح بعدم الإكثار من تناول الكبدة والقلوب والكلاوي. نصائح مهمة يقول الدكتور سامي إن الإكثار من تناول اللحوم الغنية بالدهنيات والخبز، يؤدي إلى حدوث اضطرابات هضمية في القولون، مثل الإمساك وقرحة المعدة، حيث يعجز القولون والمعدة عن هضم وامتصاص كميات كبيرة من الطعام. وفي الوقت نفسه، فإن الإكثار من تناول اللحوم والنشويات والتقليل من تناول الخضراوات قليلة السعرات الحرارية والغنية بالألياف التي تساعد على عملية الهضم وإراحة المعدة يقلل من رشاقة الجسم. كما يشير إلى أهمية تناول الشوربة، ولكن شريطة أن لا تكون كاملة الدسم، حيث إن الدسم يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول وزيادة وزن الجسم، وكذلك الحال بالنسبة للمياه الغازية التي يشربها الكثيرون أثناء تناول الطعام، إذ إنها تسبب عسراً في الهضم واضطرابات في المعدة. ويفضل الدكتور سامي تناول اللحوم المسلوقة أو المشوية والابتعاد نهائياً عن تناول اللحوم المقلية، إذ إن اللحم أثناء السلق أو الشوي يفقد جزءاً كبيراً من الدهون الموجودة فيه. إلى ذلك، ينصح بالتأكد من تمتع اللحوم بعدة مواصفات كأن تكون متماسكة ويميل لونها إلى الأحمر الفاتح، وأن تكون ذات رائحة طبيعية. وفي حالة شراء ذبيحة يجب الحصول عليها من مصادر موثوق بها والتأكد من فحصها من قبل الطبيب البيطري، فضلاً عن التقليل من كمية الدهون والابتعاد عن تناول الشوربات الدسمة والتي تعد من أكثر الأطباق الشهية لدى الكثيرين، مع تأكيد ضرورة نزع الوجه الدسم للشوربة قبل تناولها تفادياً لحدوث ارتفاع في الكوليسترول أو زيادة الوزن، مشيراً إلى طريقة فعالة لإزالة الوجه الدسم عن الشوربة، وذلك عن طريق وضع وعاء الشوربة داخل الثلاجة والانتظار حتى يبرد ويتجمد، فالدهون أخفّ من المياه، عند ذلك تطفو على السطح وتكون طبقة متجمدة عليه وعند حدوث ذلك تزال هذه الطبقة بالملعقة بسهولة.