الكرش يمثل زيادة واضحة في منطقة البطن وبارزة بشكل غير مقبول وغير صحي، نتيجة تجمع الدهون به، وفي أغلب الحالات يكون مصحوباً بزيادة في الوزن، لكن في المقابل نرى البعض الآخر لا يعاني من أي سمنة في جسمه سوى وجود الكرش وهذه الظاهرة تنتشر بين الرجال أكثر منها في الإناث. وقد يظهر الكرش الكاذب نتيجة مجموعة من الأسباب منها احتجاز كمية من الماء داخل البطن “الاستسقاء”، وهنا تكون الخلايا الدهنية في منطقة البطن طبيعية في العادة، وهذا النوع يتم علاجه باستخدام مدرات البول مع التقليل من المخللات والملح والأطعمة التي تسبب احتباس السوائل، وتناول الاحتياجات الكافية من السوائل بما لا يقل عن 6 أكواب وذلك بعد الرجوع لأخصائي التغذية العلاجية. انتفاخ البطن يوضح الدكتور سمير سامي – ماجستير التغذية العلاجية وعلاج السمنة أسباب الكرش الكاذب، قائلاً: “يحدث ذلك نتيجة وجود فتق في البطن أو نتيجة الولادات المتعددة والولادات القيصرية، أو نتيجة تضخم الطحال والأمعاء أو تراكم كميات كبيرة من الغازات، وهذه الأسباب تؤدي إلى انتفاخ البطن. وترجع أسباب ظهور الكرش “نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أكثر مما يحتاجه الجسم، ما يضطر الجسم إلى تخزين ما هو زائد عن حاجته على شكل دهون في مناطق مختلفة من الجسم فمثلا تناول 200 سعر حراري يوميا زيادة عن حاجة الجسم يؤدي إلى تراكم 7 كيلوجرامات من الدهنيات في منطقة الكرش في عام واحد تقريبا. أيضا يظهر بسبب قلة الحركة والنشاط والخلود إلى الراحة والكسل، كما يساهم ضعف عضلات البطن في ظهور الكرش. خطر يهدد حياتك ويشير الدكتور سمير قائلاً: “أثبتت الدراسات أن تراكم الدهون في منطقة البطن وكذلك الصدر تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري والضغط وزيادة الكوليسترول وحمض البوليك في الدم، أكثر من تجمع الدهون في مناطق أخرى من الجسم. حيث أكد الباحثون أن تركيب الخلية الدهنية في منطقة البطن لها طابع خاص. فتعمل على زيادة كل من معدل الجلوكوز والأنسولين في الدم وكلاهما يلعب دوراً مهماً في السكري وتصلب الشرايين والمضاعفات الأخرى. مؤكداً “تبقى السمنة عامة والكرش خاصة خطرين يهددان الحياة، ومن المعروف أن السمنة والكرش مرتبطان إلى حد ما بالوفاة في سن مبكرة، حيث وجد أن الوفاة في سن مبكرة بسبب الأمراض الخطيرة تزداد فرصتها مرة ونصف في المرضى الذين يعانون من الكرش أكثر من الأشخاص الطبيعيين. ويضيف” شهر الصوم فرصة عظيمة لأصحاب الكروش الدهنية والكروش الكاذبة، حيث إن تنظيم مواعيد الأكل والإقلال من إجمالي السعرات المتناولة يوميا مع المواظبة على ممارسة الرياضة وتمارين البطن والمشي، يعد من أحسن الوسائل لعلاج الكرش، لكن الحذر كل الحذر من بداية مشوار التخلص من الكرش بالاعتماد على الريجيم فقط دون الرياضة، حتى لا يتعرض الشخص إلى ترهل الجلد وضعف العضلات. نصائح وينصح د. سمير، بضرورة تجنب الجلوس والأكل أمام التلفزيون لفترات طويلة، فهذا يدفع الشخص إلى التهام كميات كبيرة من الطعام لا شعورياً، وكذلك باستبدال ركوب السيارات والمصعد الكهربائي بالمشي على الأقدام وصعود السلالم في رمضان. مع الحرص على تناول الخضروات الطازجة مثل البقدونس والفجل والكرفس والخيار والخس والطماطم وهذا يعطس الإحساس بالشبع ويمنع الإمساك، أيضا الإكثار من تناول الفواكه ذات السعرات المنخفضة مثل الجريب فروت والشمام والتفاح والأناناس والفراولة، والحذر من تناول الفاكهة المجففة مثل التين والمشمش، فسعراتها الحرارية عالية، كذلك الابتعاد عن تناول اللب والسوداني والمكسرات والمياه الغازية والشيكولاته، والأطعمة المقلية أو المحمرة وتناول المسلوق أو المشوي فنسبة الدهون فيها تقل إلى الحد الأدنى، والابتعاد أيضا عن تناول الدهون واللحوم الدسمة مثل المخ والكباب واللحم الضاني والكبدة، ويفضل تناول اللحم البقري الصغير، واستبدال سكر الطعام ببدائل السكر الموجودة في الصيدليات، وتجنب إهمال الوجبات الثلاث، خاصة السحور فإهمال وجبة قد يدفعك إلى التهام أطعمة أكثر غير مرغوب فيها، مع التقليل من تناول وجبات العزائم والولائم والحفلات ويمكن الحضور دون إسراف. ويتابع “الذين يعانون من الكرش غالبا ما يلجأون إلى أعشاب التخسيس ومن هنا ننصح بعدم تناول أي عشب للتخسيس إلا بعد معرفة تركيبة وجرعته وأثاره، ويفضل أن يكون تحت إشراف طبي، مبينا أن على كل من يعاني من ذلك ألا ينتظر العلاج السحري من حبة دواء أو كريم سحري أو حزام أو صابونة تخسيس أو ريجيم سحري فكل هذه بلا فائدة تذكر على المريض بالكرش الكاذب.