كسل، أرق، غضب، حيرة، عدم تركيز، فرح… مشاعر متناقضة تنتاب المرء دون سبب وللتغلب على هذه المشاكل ومعرفة أسبابها لابد من معرفة نوعية الغذاء الذي تأكله فهي السبب كما يؤكد كثير من خبراء التغذية. وللغذاء أسرار لا حدود لها، حيث به قوة خارقة تؤثر في كل شيء (الصحة والجمال والنمو الجسمانى والنمو العقلي والقدرة على الإبداع. من ابتكرات «التغذية العلاجية» وهي طريقة أثبتت نجاحاً في علاج الكثير من الأمراض، بل دخلت في علاج كل الأمراض العضوية والاضطرابات المزاجية والنفسية والعاطفية، فعلى مر الأعوام الماضية أكدت الأبحاث أن العلاج بالتغذية جدير بأن يصبح خياراً ثالثاً بجانب العلاج الدوائي والعلاج النفسى. إلى ذلك، يقول الدكتور سمير سامي، رئيس قسم التغذية العلاجية، إن العلاج بالتغذية نجح في علاج الكثير من الاضطرابات الذهنية والعاطفية، مثل القلق والحصار النفسي، واضطرابات الأكل (فقدان الشهية العصبي، الأنوروكسيا)، والاضطرابات السلوكية والاكتئاب والشيزوفرينيا (الفصام الذهني)، والتوترات النفسية السابقة للدورة الشهرية عند المرأة. ويتضمن العلاج بالتغذية، وفق سامي، إجراء تغييرات في النظام الغذائي مع إضافة بعض المكملات الغذائية (الحبوب)، في خطة تستهدف إعادة التوازن البيوكيماوي في الدماغ، وهو العضو المسؤول عن الاضطرابات الذهنية والعاطفية. وينوه سامي إلى أن الأكلات والأنظمة الغذائية تختلف من فرد لآخر والسبب كما يراه الأخصائي «أن الأشخاص بينهم اختلافات عديدة وذلك تبعاً للعوامل الصحية والعمر والمقاييس الجسمانية والنوع والعوامل الوراثية والنفسية والنمط المعيشي الخاص بهم. فهناك تركيبة بايوكيمياوية خاصة بكل جسم تستدعي نمطاً مختلفاً من العلاج نوعاً وكماً». ومن المشروبات والأطعمة التى لها علاقة بالنواحي المزاجية، كما يشير سامي، المحتوية على مادة الكافيين «Caffeine» التي توجد في القهوة والشاي ومشروبات الكولا والشوكولاته، وهي مادة إدمانية تساعد على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وتعطي شعوراً إيجابياً. وأهميتها كمادة كيماوية تكمن في كونها تعرقل امتصاص مادة الادينوسين adenosine الطبيعية ذات الخصائص المنومة، أي أنها تعكس الخصائص المنبهة للكافيين. لكن كثرة استهلاك الكافيين تسبب مضاعفات سلبية منها، الشعور بالعصبية وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والتهيج العصبي وضعف التركيز، وفق سامي، الذي نبه إلى أن محاولة تخليص الجسم من الكافيين تسبب ما يعرف بأعراض الانسحاب والتي قد تكون متعبة بالنسبة للبعض. لذا ينصح أحيانا بالانسحاب التدريجي. ويضيف سامي أن هذه هي أهم الخطوط العريضة لتعديل الاختلالات العاطفية والذهنية بالاعتماد على نظرية «التغذية العلاجية»، وتبقى لكل مريض احتياجات خاصة من ناحية نوع الغذاء العلاجي وكميته وربما يحتاج أيضا إلى معونة العلاجات الأساسية (أي الأدوية والعلاج النفسي). ويؤكد سامي أن النفس تميل دائماً إلى تناول بعض أنواع الغذاء مثل السكر والحلويات أو شيء مالح أو نوع من البروتينات والمعجنات والفواكه، ومن هنا يؤثر الغذاء على حالة الشخص المزاجية والمضطربة، ويشعر الإنسان أن ذاك التوتر لا يهدأ حتى يتناول ما تلح عليه نفسه من الأطعمة، وهذا هو تأثير الطعام على الناحية المزاجية والنفسية